تارمونت الثقافية

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

موقع يهتم بالثقافة وابراز المواهب واهتمامات الشباب بالبلدية


    الغناء وما يترتب عنه

    avatar
    Admin
    Admin


    عدد المساهمات : 5
    تاريخ التسجيل : 12/05/2009

    الغناء وما يترتب عنه Empty الغناء وما يترتب عنه

    مُساهمة  Admin السبت يونيو 13, 2009 4:42 pm

    إخواني السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
    أريد ان أتطرق الى موضوع جد هام ألا و هو موضوع الغناء
    ونحن مقبلون في هذه الأيام و هي ايام الصيف وفي الصيف تكثر الأعراس
    ومع الأعراس تاتي الليالي الملاح بالغناء والطرب كما يقولون ويا ليتها كانت ملاح بل هي خراب وعذاب لصاحبها يوم القيامة فتجد منا من يقيم عرسه بأنواع الأغاني الماجنة والاختلاط الماجن وسوء الاحترام حتى بين الإخوة ودعوة الشيطان ليرقص بينهم وفي الصباح يذهبون للإمام كي يرقي لهم أي رقية تفيد في من جعل الشيطان خليله ليلة كاملة ثم يتوجه لله كي يرحمه ويرفع عنه البلاء .
    ولكن أضنه نادي للبلاء بنفسه فكيف له من ينجيه منه فلننضر يا إخوتي في أمر هذا الغناء والذي أصبح
    مرتبطا مع أعراسنا ارتباطا إلزاميا .
    أين هم رجالاتنا ليعلموا ما يفعل بهم ليلة أعراسهم وأفراحهم فلما تركوا قيادة الأفراح لنسائهم ألا يعلمون أنهم هم ولاة الأمور وهم من يحاسبون يوم القيامة عن هذه المهازل.
    فلقد سمعت يوما اما تقول لابنها إذا لم يكن الغناء في عرسك فابحث عن مكان تقيم فيه عرسك وأبوه يضحك سبحان الله أوصل بنا التلاعب بنواهي وأوامر الله إلى هذا الحد
    فالله الله يا نساءنا اتقوا الله في أولادكم واجعلوا بداية حياتهم خيرا وعلى سنة رسولنا لا بغاء للشيطان وفرحا له .
    و الآن سأسرد لكم بعض أحكام الغناء وأقوال الأئمة فيه
    والغناء يصدّ عن سبيل الله ، ولذا لما ذكر الله الغناء – وهو لهو الحديث – قال :
    ( وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُواً أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ * وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا وَلَّى مُسْتَكْبِراً كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْراً فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ) .
    فتأمل قوله سبحانه ( لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ ) ثم تأمل قوله ( وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا وَلَّى مُسْتَكْبِراً كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْراً ) تجد أن الغناء سبب في الصدّ عن سبيل الله ، وأن مُحب الغناء لا يُحب سماع كلام الله ، بل قد يستثقله .
    وهذا أمر مُشاهد
    فمحبّ الغناء لو كان يبحث عن الأغاني من خلال إذاعة وسمع القرآن فجأة فإنه ربما يتأفّـف منه !
    فانظر إلى أثر الغناء على القلب .
    والمُـشاهَـد أن الأغاني لا تدعو إلى مكارم الأخلاق ، ولا تدعو إلى الأخلاق الفاضلة
    وإنما تدعو إلى العشق والغرام ، والحب والهيام .
    وتشتمل على ذكر محاسن النساء والغلمان !
    فأي خير فيها
    وقفـة وشُبهـة :
    قد يدّعي أقوام أن الموسيقى الهادئة تُريح الأعصاب !
    وليس الأمر كذلك ، فقد ثبّت طبيّاً أن النفس تجد الراحة في القرآن وليس في الغناء
    وصدق الله ومن أصدق من الله قيلا ، ومن أصدق من الله حديثاً : ( الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ )
    وقد يقول البعض : إن هناك من أفتى بأن سماع الغناء جائز !
    فأقول : استفت قلبك !
    إن أكثر الشباب الذين يستمعون إلى الغناء يتركون سماعه في نهار رمضان .
    فعلى أي شيء يدلّ صنيعهم هذا ؟
    يدلّ على أنهم يتحرّجون من سماعه أثناء صيامهم .
    ولو اعتبروه مباحاً لما تركوه ! فتأمل هذا الفعل من مستمعيه ومُتّبعي فتوى الترخيص فيه
    أورد ابن القيم – رحمه الله – هذا السؤال ثم قال :
    فإن قيل : فما وجه إنباته للنفاق في القلب من بين سائر المعاصي .
    قيل : هذا من أدلّ شيء على فقه الصحابة في أحوال القلوب وأعمالها ومعرفتهم بأدويتها وأدوائها وأنهم هم أطباء القلوب دون المنحرفين عن طريقتهم الذين داووا أمراض القلوب بأعظم أدوائها فكانوا كالمداوي من السقم بالسم القاتل ، وهكذا والله فعلوا بكثير من الأدوية التي ركبوها أو بأكثرها فاتفق قلة الأطباء وكثرة المرضى وحدوث أمراض مزمنة لم تكن في السلف . والعدول عن الدواء النافع الذي ركّبه الشارع وميل المريض إلى ما يقوي مادة المرض فاشتد البلاء وتفاقم الأمر وامتلأت الدور والطرقات والأسواق من المرضى ، وقام كل جهول يطبب الناس .
    فاعلم أن للغناء خواص لها تأثير في صبغ القلب بالنفاق ونباته فيه كنبات الزرع بالماء .
    فمن خواصِّـه :
    أنه يلهي القلب ويصدّه عن فهم القرآن وتدبره والعمل بما فيه . فإن القرآن والغناء لا يجتمعان في القلب أبداً لما بينهما من التضاد .
    فإن القرآن ينهى عن اتباع الهوى ، ويأمر بالعفة ، ومجانبة شهوات النفوس ، وأسباب الغيّ ، وينهى عن اتباع خطوات الشيطان .
    والغناء يأمر بضد ذلك كله ويحسِّـنه ويهيّج النفوس إلى شهوات الغيّ ، فيُثير كامنها ويزعج قاطنها ، ويحركها إلى كل قبيح ، ويسوقها إلى وصل كل مليحة ومليح ... وهو جاسوس القلب ، وسارق المروءة ، وسوس العقل . يتغلغل في مكامن القلوب ، ويطلع على سرائر الأفئدة ، ويدب إلى محل التخيل فيُثير ما فيه من الهوى والشهوة والسخافة والرقاعة والرعونة والحماقة . فبينا ترى الرجل وعليه سمة الوقار وبهاء العقل وبهجة الإيمان ووقار الإسلام وحلاوة القرآن ، فإذا استمع الغناء ومال إليه نقص عقله وقلّ حياؤه وذهبت مروءته وفارقه بهاؤه وتخلى عنه وقاره وفرح به شيطانه . انتهى بطوله من كلامه - رحمه الله - .
    وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحِرَ والحرير والخمر والمعازف ، ولينزلن أقوام إلى جنب علم يروح عليه بسارحة لهم يأتيهم يعني الفقير لحاجة فيقولوا : ارجع إلينا غدا ، فيُبيّتهم الله ويضع العلم ، ويمسخ آخرين قردة وخنازير إلى يوم القيامة . رواه البخاري موصولاً وليس مُعلّقاً .
    والعَلم هو الجبل .
    فيا إخواني فلنعقد العزم على محاربة هذه الآفة الخطيرة ولتكن وقفة من إمامنا أن لا يحضر خطبة أو عرس فيه غناء حتى يكون ردعا لمن ينوي جعل الغناء في عرسه والله المستعان على كل شيئ.

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد مايو 19, 2024 5:51 am